لا تسألى عمّ جنيت

لا تسألى عما جنيت فمربّما عزّ الجواب
لفّالشقاء بصيرتى فعميت عن درب الصواب
وغرست قلبى حنظلا فسكرت من مرّالشراب
نشوان كالحمل الوديع يدور فى فلك الذئاب
اهوى الحقيقة انّما قلبى تعلّق بالسراب
لا تسألى عمّا جنيت فما جنيت سوى العذاب

قلبى تفتّح للحياة ولم اذق طعم الحياة
كم بتّ ارغب وأده وهو الذى رفض الممات
يرجو الحياة بطيف من اهوى وتفزعنى النجاة
يرجو البقاء وما درى انى وأمالى رفات
ذكراى يشعلها الحنين فترفقى ودعى العتاب
لا تسألى عما جنيت فماجنيت سوى العذاب

ولد الجمال بمقلتى ونما يعانقه البصر
سقيته حتى ترعرع فى فؤادى واستقر
عايشته كالطل ينعم بين احضان الزهر
فرمى هواه بمهجتى قبسا تأجّج واستعر
حمّاه نفح نسائم تاقت لايام عذاب
لا تسألى عمّا جنيت فما جنيت سوى العذاب

فى الليل فى الاسحار فى وهج الاصيل
فى كل قلب لفّه حلم جميل
فى همس القوافى وفى سجع الهديل
ذكراى ترسم حالتى جانى يهيم به قتيل
مالحب؟ماطعم المنى؟ ان طلّت الاحباب
لا تسألى عمّا جنيت فما جنيت سوى العذاب

انا تائه فى قفره اهوى الجديد ومقلتى
حيرى بسرّ هواية لفّت كوامن مهجتى
انا كافر بالكره قد ملأت روحى بخمرتى
وسكرت توّاقا كى الهو بنار احبّتى
لوّنت ايّام بالامى فعايشنى المصاب
لا تسألى عمّا جنيت فما جنيت سوى العذاب

انا برغم تحنانى لطعم الحب طلّقت الحبيب
وكسرت كأسى مالئا خمرا سلافتها تطيب
و زهدت فى دنيا قنعت بأننى فيها غريب
فلويت عن درب الهوى جيدى وعاودنى الوجيب
فلملمت احلامى بأهذابى وعنونت الكتاب
لا تسألى عما جنيت فما جنيت سوى العذاب